مزيج العشق بقلم سهام صادق
المحتويات
الأشكال طمأنتها.
أراد أن يصعد إليها منذ قليل لكنه حافظ على ثباته وأرسل والدتها لتخبرها بنفسها.
ادهم بثبات تعالي يا كارمن
بدت كما لو كانت تنتظر تلك الجملة وبمجرد أن نطق بها توجهت بسرعة نحوه.
اضاف ادهم برزانه وهدوء اتفضلو استريحو
جلست كارمن بجانب أدهم الذي رفع يديه خلف ظهرها ليحيطها بحماية وضغط بلطف على ذراعها كما لو كان يرسل رسالة صامتة بأنه بجانبها لدعمها.
جلس بدر مرة أخرى وقال بهدوء اول حاجة يا كارمن عايز اعرفك علي الدكتور زين ابن عمتك حياة
ثم أشار إلى ماجد الذي قاطع كلماته قائلا بمرحه المعتاد وانا ماجد ابن عمك بشحمه ولحمه.. فاضلي السنه دي واخد ليسانس حقوق وابقي محامي
حدق بدر في ماجد بتحذير ثم اتجهت عيناه إلى مريم وهي تتحدث بهدوء مع كارمن عمك بدر كان عايز.....
قاطعها بدر قائلا بوقار خليني انا افهمها احسن يا ست الكل
أومأت إليه مريم بتفاهم وجعلته يبدأ الحديث بينما كان الجميع في حالة ترقب
بدر ....
نهاية الفصل الثاني والثلاثون
________________________________________
ما زلنا في قصر البارون
بينما هم مجتمعون في الداخل.
نزلت نادين بغطرسة ولفتت أنظارها تلك الضجة في غرفة استقبال الضيوف والتي نادرا ما يدخلوها.
مرت أمامها خادمة كانت قد خرجت لتوها من الداخل بعد أن قدمت بعض المشروبات والحلويات للضيوف.
ردت مروة التي دائما ما تنقل أخبار الجميع إليها قائلة بثرثرة الله اعلم بس باين كدا انهم قرايب كارمن هانم من الصعيد.. انا فهمت كدا من لهجتهم يا نادين هانم
نادين همست پصدمة وتحدثت إلى نفسها بصوت مرتفع قليلا من الصعيد.. وايه اللي جايبهم هنا
نظرت نادين اليها في إزدراء ثم أشارت إليها بتكبر لكي تغادر متمتمة خلاص يلا روحي انتي شوفي شغلك
بعد أن غادرت الخادمة تقدمت نادين إلى الأمام بخفة تتنصت من خلف الباب لتسمع ما يقال في الداخل ربما تفهم ما يدور من ورائها.
في الداخل
إستطرد بدر حديثه بابتسامة لطيفة تليق به شوفي يا بنتي عارف انك بتسألي ازاي وصلنا ليكي وايه اللي جابنا من الاساس.. صدقيني احنا بقالنا سنين بندور عليكي وعلي الست ولدتك عشان نطمن عليكم ونعطيكي ميراثك من نصيب ابوكي بس ماكناش عرفين ارضيكم فين..
كارمن خفضت عينيها وفركت
يديها ببعض الحزن وامتلأت عيناها بالدموع من ذكرى والدها الحبيب.
بدر بعطف بلاش دموع يا بنتي اهدي واسمعيني
رفعت وجهها ونظرت إليه بعينين محمرتين من الدموع المكتومة داخلها قائلة ببحة خانقة اسمع ايه حضرتك !! انت ماتعرفش بابا كان كل يوم بيبكي علي زعل ابوه منه ولما مرض محدش فيكم حاول يقف جنبه
بدر بأسف والله يا بنتي ما كنا نعرف حاجة عنكم دا اخويا الكبير واكتر واحد اتقهر علي فراقه كان انا..
تدخل أدهم في الحديث بحزم وهو يحاول السيطرة على أعصابه بالضغط على قبضته حينما لاحظ أن كارمن ترتجف ودموعها تنهمر بصمت أأمر ايه المطلوب مننا بالظبط
تنفس بدر بعمق حيث تأثر بشدة بدموع ابنة أخته واستمر في حديثه كل اللي طلبه منكم انكم تشرفونا وتيجو معنا الصعيد عشان كارمن تشوف جدها وتتعرف علي عيلتها هناك
حاولت كارمن الاعتراض لكنه أوقفها بإيماءة صغيرة قبل ما توافقي او ترفضي جدك خلاص في ايامه الاخيرة ونفسه فعلا يشوفك وتسامحيه قبل مۏته بلاش تقسي قلبك زي ماهو قسي قلبه زمان وعاش في ندم سنين طويلة يا بنتي
ربت أدهم على ظهرها بحنان فنظرت إليه كارمن تفكر في هذا الموقف الذي وقعت فيه صعب جدا عليها وهي في حيرة حقيقية الآن لا تعرف ماذا تفعل ثم نظرت إلى والدتها التي أومأت إليها لتوافق.
مرت بضع لحظات قبل أن تأخذ نفسا عميقا لتهمس بصوت خاڤت جوزي قدامك يا عمي يعني اذا وافق اسافر معنديش مانع
اعجب بدر بجوابها اللبق الذي يظهر الكثير من تقديرها واحترامها لزوجها وأحس بالفخر من تربية أخيه لابنته.
بعد عدة ساعات في جناح أدهم
كانت كارمن جالسة على السرير شاردة في قرارها بالموافقة على السفر غدا إلى صعيد مصر بعد أن شعرت بالفضول للتعرف على أسرتها ورؤية جدها الذي ظل عمها يتحدث عنه طوال الجلسة ثم عادوا بعد بضع ساعات إلى الفندق بعد أن اتفق عمها مع أدهم على السفر معهم في الصباح الباكر.
لا تنكر انها قد ارتاحت قليلا لعمها فهو يبدو حنون للغاية ولكنها قلقة بشأن جدها الذي لا تعرف عنه اي شئ سوا كلام عمها عنه.
هل حقا يريد رؤيتها ويقبل بوجودها كحفيدته الآن بعد كل هذه السنوات
غدا ليس ببعيد وستحصل علي إجابات لكل الأسئلة التي تعصف في عقلها الأن!!
شعرت كارمن بالأمان يحاوطها بوجود أدهم بجانبها يساندها ويقويها بقوة شخصيته التي سيطرت على الموقف بشكل كامل وفي نفس الوقت أعطها كل الحرية في الرفض أو الموافقة وشعرت بالفخر والإعتزاز أمام عائلتها لكونها زوجته.
أدارت عينيها نحو باب الغرفة عندما انفتح لترى أدهم يدخل بخطوات هادئة ويحمل بين يديه ملك النائمة على كتفه بوداعه.
همس أدهم مبتسم
ئا وهو يتجه نحو السرير ويضع عليه ملك بهدوء حتى لا تستيقظ الطفلة ملوكه هتنام معانا انهاردة
كارمن بدهشة بجد.. بس كدا هتزعجك ومش هتعرف تاخد راحتك في النوم
استلقى أدهم بجانبهم على السرير وكان يغطي ملك ويضم اليه كارمن من جانب كتفها ماتخافيش علي قلبي زي العسل..
ضحك أدهم ليقول بصوت منخفض دا انا اخدتها من مامتك بالعافية.. بس وجودها وسطنا مهم لسببين
همست كارمن تتساءل بفضول ايه هما
أجاب أدهم بصدق وهو ينظر في عينيها اول حاجة عشان مش عايزك تحسي انك لوحدك انهاردة بعد اللي حصل وعشان انا كمان عايز احسكم جنبي وأدفي بيكم في حضڼي..
ثم أضاف وهو يغمز لها بمكر التاني بقي محتاجين نقوم فايقين الصبح بدري وانا مابقتش ضامن سيطرتي علي نفسي.. قدام الجمال دا كله يعني ملك هتبقي درع دفاعي ليا الليلة دي
ضحكت كارمن بخفة عندما فهمت ما يقصده وهمست برقة وهي تضع يدها بجرأة على صدره يعني بعد السيطرة الفولاذية دي كلها علي نفسك طول المدة اللي فاتت.. حبكت الليلة دي تحتاج درع دفاعي لنفسك
همس أدهم ببحة رجولية مٹيرة بجوار أذنيها الاول كان ممكن لانك كنتي بعيدة دلوقتي انتي بين يدي الموضوع مختلف خالص
ازدردت كارمن ريقها بإرتباك من همسه الخطېر لها قائلة بصمود ضعيف طيب روح غير هدومك عشان ننام ورانا سفر الصبح ويوم
متابعة القراءة