اللص والقاضى
امام اكبر الناس قربا وحبا له والدموع من عيونه كالسيل لا تريد التوقف . وكأنه تذكر شريط حياته بالكامل وهو سعيد باللعب مع اخاه في صغرهما. وهو تعيس بعد رحيل كل عائلته. ولم يبقى سوى ذاك الطفل الصغير الذي يعافر مكابد الحياة بنفسه دون ان يجد يد حنونة تنقده وتأخذ بيده الى بر الامان.
طرح القاضي بعض الاسئلة امام الجميع للمتهم. حتى يبين براءة اخاه رغم ثبوت افعاله
اين كان ينام وهو لا يزال طفل في كل الفصول وخاصة منها الشتاء
من حاول ان يمنحه بعض المساعدة طيلة مراحل حياته
لماذا لم يعمل ويجني المال بعرق جبينه كما يفعل البقية.
فكانت كل أجوبة جوني اقسى مما يتوقعه احد. وبرر عدم عمله انه مرارا وتكرار كان يطلب ذلك من اصحاب الحقول والمزارع حتى من بعض اصحاب المصانع الصغيرة. ولكن في كل مرة يرفض طلبه. بسبب سمعته التي باتت كالوشم منذ صغره وهي السړقة فلم ينسوا صورة ذاك الطفل الصغير الذي كان يحمل حبة طماطم او رغيف وهو يركض باقسى جهده حتى لا يمسكه احد. كي يختلي فقط بنفسه و يتناولها بسرعة ليسد بها قرير بطنه.
وبالاخير نطق القاضي الحكم ببراءة جوني. والحكم على كل افراد القرية فردا فردا بمبلغ من المال. تعويضا على كل من قام بإهمال ابن عشيرتهم. وجعلوا منه لصا بسبب قلة مساعدته واحتوائه مابينهم.
عانق جونيور جوني اخاه بشدة وهو يتأسف له انه تأخر عن العودة إليه. وسيعوضه عن كل الحرمان الذي تلقاه من صغره.